نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى إسبوع المرحوم قاسم سعد في بيروت 6-4-2024م،

من نتائج طوفان الأقصى أنَّه أسقَط القيم الغربية الأميركية من أن تكون نموذجاً يُحتذى على مستوى العالم وثبتَ أنَّها قيم فاشلة، ساقطة، منحرفة، لا إنسانية ولا يمكنها أن تصنع مستقبلاً لشعبٍ دولة أو لوطن وبالتالي قدرة التأثير لهذه القيم على شعوب منطقتنا وعلى شعوب العالم أصبحت ضعيفة جداً وإن شاء الله تسقط أكثر فأكثر.
الإنجاز الثاني وهو جداً مهم، أنَّنا اكتشفنا مستوى الضعف الإسرائيلي الذي لم نكن نتخيله ولم نكن نتصوره، المسألة ليست مقتصرة في أنَّ طوفان الأقصى حصل ولم يدري به أحد ولم يأخذ إشارة قبل حصوله أحد، لا من الأمن ولا من العسكر ولا من السياسيين في الكيان الإسرائيلي ولا من السيبايسين والعسكر في أميركا والغرب فكلهم كانوا عميانا، لم يعرف أحد أي شيء عن هذا الموضوع وهذا ضعف.
لا عودة للبنان إلى الوراء، ولَّى زمن لبنان الضعيف، وحان زمن لبنان القوي وسيبقى قوياً وسيزداد قوة، ولَّى زمن لبنان النزاعات الميلشياوية التي تكون لحساب المستكبرين والأجانب وأصبحنا في زمن المقاومة التي تحرص مع كل الخيرين في البلد على عدم الوقوع في الفتن المذهبية أو الطائفية فقد قطعت المقاومة وكل المخلصين معها أيدي المستكبرين من أن يلعبوا في الساحة اللبنانية كما يريدون.
نحن نواجه إسرائيل مساندة لغزة، هذه المساندة هي في صلب العمل الوطني ونحن نعتبر أنَّنا نقوم بما يجب أن نقوم به، بل نسأل الآخرين الذين لا يقومون بهذا الواجب لماذا لا تساندون بطريقة أو بأخرى؟! إسرائيل خطر داهم، خيرٌ لنا أن نواجهها بمواجهة دفاعية من أن ننتظرها لتصنع ما تشاء، وخاصة أنَّ هذه الفرصة من أفضل الفرص لمواجهة هذا العدو إذ نحقِّق أهدافا عدة دفعة واحدة، نساند غزة ونحمي بلدنا ونؤسس للردع، نكون وهكذا نكون قد عملنا لتثبيت قواعد أساسية أن لبنان عصِّي على إسرائيل، وعلى إسرائيل أن تبقى خائفة من هذه القوة الحقيقية التي لا تقبل الضيم ولا تقبل الاحتلال.
قرَّر حزب الله أن يكون العمل المقاوم العسكري مقتصراً على الحافة الأمامية، حوالى 3 إلى 5 كلم من دون أن يتوسع أكثر من ذلك، وحافظنا على ذلك مدة 6 أشهر، وحصلت بعض الخروقات المحدودة وردَّينا عليها على قاعدة عدم التسليم بحقِّ إسرائيل بأن تفعل ما تشاء خاصة عندما تضرب المدنيين أو تتجاوز الحد، وكنَّا نردُّ وهذ الردع قائم. كلكم يعلم أنَّ أحد أسباب قوة إسرائيل اليوم هي أنها تملأ السماء بالطائرات وبالاستطلاع وبالتالي الأرض مكشوفة بشكل كاملة لها، بحيث انَّ صوصاً لا يمر إلا وتراه! ألم تسألوا أنفسكم كيف تقوم المقاومة بنصب الراجمات والمدافع ضمن 3-5 كلم، وتقوم بتحقيق الأهداف على الرغم من أنَّ السماء مملوءة بهذه القدرة الإسرائيلية وكل الأسلحة المستخدمة هي أسلحة تقليدية ولم ننتقل بعد إلى المستوى الأعلى، هذا إنجاز كبير ويدل على قدرة المقاومة وإمكانية أن تصنع النتائج الإيجابية.
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya